كتابات : مفاهيم بحثية : نداء لتعزيز جودة البحث العلمي في اليمن بقلم ا.د عبدالخالق هادي طواف مفاهيم بحثية تحتاج_توضيح إلى الزملاء الأكارم المحكمين: نداء لتعزيز جودة البحث العلمي في اليمنمقدمة:تحية إجلال وتقدير لأساتذتتنا الأكاديميين اليمنيين، الذين يواصلون أداء رسالتهم العلمية السامية رغم كل التحديات، باحثين عن الأجر والثواب من الله. من منطلق الحرص على هذا الجهد المشترك، نود أن نسلط الضوء على بعض الممارسات الهامة في عملية تحكيم الاستبانات البحثية، لضمان اكتمال العمل على أفضل وجه، وحفظا لجودة ومكانة البحث العلمي اليمني.إليكم مجموعة من المبادئ الأخلاقية والمنهجية التي نرجو أن تكون دليلا وعونا في مهمتكم:أولا: التحكيم شهادة ومسؤولية أخلاقيةإن توقيعكم على قائمة المحكمين ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو شهادة علمية وأخلاقية أمام الله والمجتمع الأكاديمي بأن أداة الدراسة سليمة ومتوافقة مع الأصول العلمية. للأسف، قد تدفع ضغوط الحياة وضيق الوقت بعض الزملاء إلى مراجعة الاستبانة بشكل سطحي، مكتفين بوضع علامة (صح) دون تدقيق حقيقي، بينما قد تكون الأداة مليئة بالأخطاء الجسيمة.التوصية: اقرأ بتعمق أو اعتذر إن لم يتوفر لديكم الوقت الكافي لمنح الاستبانة حقها من القراءة والتمحيص، فإن الاعتذار عن التحكيم هو الخيار الأصوب والأكثر أمانة. فالاعتذار فضيلة، وهو أفضل من تقديم شهادة قد تضر بالباحث وبجودة الدراسة العلمية. ثانيا: أساسيات التحكيم تبدأ من قراءة خطة الدراسة ولا يمكن تحكيم الاستبانة بشكل فعال بمعزل عن الخطة التي انبثقت منها. فقراءة الخطة تمنح المحكم فهما عميقا وشاملا يسمح له بتقييم الأداة بشكل صحيح.التوصيات العملية: فهم الإطار العام للدراسة: اطلع على مشكلة الدراسة، أهدافها، أسئلتها، وفرضياتها. هذا يساعدك على تقييم مدى ارتباط فقرات الاستبانة بأهداف الدراسة وقدرتها على الإجابة عن تساؤلاتهااعلم ان ذلك شاق ولكن ان لم يتوفر لك الوقت الكافي اعتذر، افضل من تحكيم سطحي لا يكتشف أغوار الأداة. التحقق من الاتساق المنهجي: تأكد من وجود توافق بين أبعاد المتغيرات في الفرضيات وبنية الاستبانة. فمن الأخطاء الشائعة أن تصاغ الفرضيات بناء على أبعاد المتغير التابع، بينما الاستبانة مقسمة وفقا لأبعاد المتغير المستقل، مما يخلق خللا منهجيا واضحا. تقييم أصالة المشكلة: إذا اتضح لك أن مشكلة الدراسة ضعيفة أو غير مؤصلة بشكل منطقي، فمن واجبك الأخلاقي والعلمي أن تنبه الباحث لذلك. من الأفضل تصحيح المسار مبكرا قبل أن يغرق الباحث في أخطاء يصعب تداركها لاحقا. ملاءمة اللغة لمجتمع الدراسة: وقراءة الخطة تعرفك على عينة الدراسة (مدراء، موظفون، فنيون، إلخ). بناءً على ذلك، يمكنك الحكم على مدى ملاءمة لغة ومصطلحات الفقرات للمستوى التعليمي والثقافي للمستجيبين. فالفقرات الموجهة للإدارة العليا يجب أن تكون دقيقة ومصاغة بلغة تخصصية، بينما يجب تبسيطها للمستويات الإدارية أو التعليمية الدنيا. التدقيق في مقياس الإجابة: تأكد من أن صياغة الفقرات تتناسب مع المقياس المستخدم (مثل مقياس ليكرت الخماسي، أو إجابات نعم/لا). من الأخطاء الجسيمة صياغة فقرة تحتمل إجابة (نعم/لا) ضمن مقياس ليكرت الخماسي، مما يؤدي إلى انحراف في دقة البيانات الإحصائية. ثالثا: التعريفات الإجرائية هي المرجع الأساسي للحكمالتعريف الإجرائي للمتغيرات والأبعاد هو المرجع والعقد المنهجي الذي يجب أن يستند إليه التحكيم. فهو يوضح بالضبط ما الذي يهدف الباحث لقياسه بكل مجموعة من الفقرات.وهنا التوصية: بأنه لا تحكيم بدون تعريفات إجرائية: ارفض تحكيم أي استبانة لا تحتوي على تعريفات إجرائية واضحة. مهمتك كمحكم هي مقارنة كل فقرة بالتعريف الخاص بها للتأكد من أنها تقيسه فعلا. بناء على هذه المقارنة، يمكنك اقتراح حذف فقرات غير مرتبطة، أو إضافة فقرات لتغطية جوانب أهملها الباحث في التعريف، أو حتى تطوير التعريفات الإجرائية نفسها لتكون أكثر دقة. رابعا: العدالة والمساواة في التحكيمإن التحكيم المجاني هو من باب “زكاة العلم”، ويجب أن يقدم لجميع الباحثين بسواسية. إن حصر هذه الخدمة في طلبة يمتلكون “وساطات” يزرع اليأس في نفوس الباحثين الآخرين ويرسخ صورة سلبية ونفعية عن الأستاذ الجامعي.التوصية: كن مرشدا للجميع: دوركم كأكاديميين هو توجيه ودعم كل باحث يطرق بابكم، فبذلك نبني جيلاً من الباحثين الواثقين ونحافظ على روح المسؤولية العلمية والمجتمعية، إن وجدت أن طلب أجر تحكيم أمرا ضروريا لك كونه عمل يحتاج وقت وتركيز وجهد فطلب الاجر بوضوح من الجميع خير من التسويف وكثرة المواعيد، وأعرف ان ذلك محرج لنا جميعا ولكن في حال وجود مؤسسة او جهة أكاديمية ردينة تنظم موضوع التحكيم سيتحول التحكيم الى عمل منهجي متخصص وشفاف ويجعل التحكيم أكثر فائدة. ختاما: لنضيء شمعة في الظلامإن التحديات التي نواجهها جميعا كبيرة، ولكن الحفاظ على جودة ومصداقية البحث العلمي في اليمن هي مسؤوليتنا المشتركة. كل استبانة نحكمها بضمير وأمانة هي لبنة في بناء سمعة علمية مشرفة للأجيال القادمة. دعونا نعمل معا على إشعال شمعة في هذا الظلام، ونلتزم بالعمل الصحيح قدر استطاعتنا.والله الموفق. شارك هذا الموضوع: منصة يمن أكاديميك انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn النقر للمشاركة على Mastodon (فتح في نافذة جديدة) Mastodon اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة معجب بهذه:إعجاب تحميل... مرتبط نُشر بواسطة alrofeed المدير التنفيذي لمنصة يمن أكاديميك عرض كل المقالات حسبalrofeed