كتابات : ” إما أن تواكب ،، أو يفوتك القطار “رسالتنا للجامعات!!

بقلم ا.د نعمان فيروز الخبير الاستراتيجي


إما أن نفكر خارج الصندوق، ونعيد هندسة التخصصات، ونطور البرامج الأكاديمية، أو نتقادم، ونزيد من تضخم البطالة في أوساط الخريجين..

” امتلاكك لشهادة جامعية لا يكفي لأن يكون لك مكان في سوق العمل لا حاليا ولا مستقبلا”!!

علينا أن ندرك أن ظهور الطفرة التكنولوجية أحدثت تغيرات مهولة ومتسارعة في مختلف المجالات العلمية، وأفرزت ما يسمى ب ” اضطراب المهارات” والتي نعني بها تغير نسبة كبيرة في طبيعة المهارات التي يحتاجها سوق العمل، وأحدثت فجوة كبيرة بين مهارات القوى العاملة الحالية والمهارات اللازمة التي تتطلبها المهن والوظائف المتجددة لا سيما بعد ظهور الذكاء الاصطناعي والامن السيبراني ومستحدثات التكنولوجيا ..

إذ أن 39% من المهارات الحالية والتي يكتسبها الطلبة في مؤسسات التعليم العالي لن تكون ذات قيمة ولا مناسبة في سوق العمل بحلول 2030م، وهذا ما ورد في تقرير منتدى الاقتصاد العالمي 2025م..

وأن ما يزيد عن 70% من المهارات المطلوبة والضرورية من العام الحالي 2025م حتى العام 2030م على الأقل سوف ترتكز على تنمية مهارات التفكير التحليلي، والذكاء الاصطناعي، والمرونة الذهنية، والأمن السيبراني، والتعلم المستمر ، ….الخ

وهذا بدوره يلقي بظلاله على التخصصات العلمية، والبرامج الاكاديمية، وخططها الدراسية التي لا تزال تحاكى مفرداتها موضوعات قد عاث عليها الزمن من المعارف والمهارات التي لم تعد قادرة على مواكبة التطورات المتسارعة ولا حتى التكيف معها..

ومن هنا، يجب على قادة الفكر التربوي، ورواد العلم والمعرفة، وخبراء التعليم، وصانعي الجودة، الالتفات لمثل هكذا تحديات، وإعداد مشاريع عاجلة تسهم بفاعلية في تطوير التخصصات العلمية والبرامج الاكاديمية، وخططها الدراسية بما يلبي احتياجات سوق العمل، ويمنح مخرجاتنا فرص عدة للحصول على وظائف جديدة على المستوى الوطني والاقليمي والدولي، وبما يعود بالنفع الحضاري والمادي على الفرد والمجتمع، ويسهم في تحسين دخل الاسرة ، ويحقق مستوى عال في مؤشرات الاقتصاد الوطني.

مالم ، سوف يفوتنا القطار ، ونتفاجئ بمعدلات عالية من البطالة، وشهادات لا تغني ولا تسمن من جوع، ونرى عندها حاملي الشهادات الجامعية بمستوياتها الاولى والعليا على الأرصفة دون فائدة ..

والله ولي التوفيق ،،

اترك رد