كتابات : اليمن وفلسطين مساندة عسكرية وجبهة أكاديمية مستمرة “المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية “

بقلم: منصور الصلوي

ظل اليمن حاضرًا في القضايا العربية والإسلامية بمسارات متعددة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وخلال المعركة الأخيرة على غزة، ظهر الموقف اليمني بوضوح من خلال أشكال متعددة من الدعم، سواء على الصعيد العسكري أو الأكاديمي أو الاجتماعي، في موقف ايماني و تعبير صادق عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ونضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي لتبقى اليمن صامدة تواجه القوة الأجنبية سوى كانت تلك التي تعمل على قصف اليمن او التي عملت على قتل وتشريد مئات الآلاف من الفلسطينين وبهذا كتب الله النصر.

ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أعلنت قوات صنعاء دعمها للمقاومة الفلسطينية عبر عمليات عسكرية استهدفت الكيان الصهيوني بمستويات مختلفة وفي لحظات حرجة. شملت هذه العمليات إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه مواقع حساسة داخل الأراضي المحتلة، في خطوة عدّها الكثيرون تحولًا استراتيجيًا يعكس رغبة اليمن في تغيير معادلة الصراع لصالح المقاومة.
فيما أكدت القيادة اليمنية أن هذه العمليات تأتي في سياق الواجب القومي والديني لنصرة الشعب الفلسطيني، مشددةً على أن أي تصعيد في غزة سيقابله رد من صنعاء، وهو ما عزّز صورة اليمن كداعم فعلي للمقاومة، وليس مجرد مؤيد سياسي أو إعلامي.

المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية لدعم غزة

لم يقتصر الدعم اليمني لغزة على الجانب العسكري، بل امتد إلى المجال الأكاديمي من خلال تنظيم المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية لدعم غزة. شكّل هذا المؤتمر حدثًا بارزًا جمع الأكاديميين والباحثين لمناقشة دور التعليم العالي في دعم القضية الفلسطينية، وتسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وخصوصًا في قطاع التعليم.

ويهدف المؤتمر المقرر إنعقاده خلال الفترة القادمة الى العديد من النقاط ومن أبرزها
تسليط الضوء على معاناة القطاع الأكاديمي في غزة جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف الجامعات والمدارس.
وكذلك سيمكن المؤتمر إلى تعزيز التعاون بين الجامعات اليمنية والفلسطينية من خلال برامج تبادل معرفي وأكاديمي.

وكذلك مناقشة سبل دعم البحث العلمي الفلسطيني في مجالات التكنولوجيا، الهندسة، والإعلام، لتعزيز صمود الفلسطينيين.

إطلاق مبادرات توعوية وتعليمية لتعريف الأجيال اليمنية بالقضية الفلسطينية وأهميتها.

ويفترض ان تستغل بعض الجامعات المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية إلى إيجاد شراكة حقيقية بينها وبين الجامعات الفلسطينية من خلال توقيع اتفاقيات تعاون بين جامعات يمنية وفلسطينية لدعم البحث العلمي.
كما ان المؤتمر سيكون بمثابة بداية إلى دعوات لتكثيف الدراسات والأبحاث التي توثق جرائم الاحتلال بحق المؤسسات الأكاديمية في فلسطين.

ولم يقتصر التضامن الإعلامي والشعبي اليمني للشعب الفلسطيني
إلى جانب الدعم العسكري والأكاديمي، فقد شهدت الساحة اليمنية زخمًا إعلاميًا وشعبيًا في نصرة غزة، من خلال المظاهرات والفعاليات التي أكدت أن فلسطين كانت ولا تزال قضية اليمنيين الأولى. كما لعبت وسائل الإعلام اليمنية دورًا هامًا في كشف جرائم الاحتلال، وتعزيز الرواية الفلسطينية في مواجهة الدعاية الصهيونية.

لم يتخاذل الشعب اليمني ممثلا بقيادته الحكيمة الممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي عمل بكل قوة وعزم إلى مواجهة الطغيان الغاشم اليهودي والأمريكي فقد مثّل الدعم اليمني لغزة خلال الحرب نموذجًا يُحتذى به في المساندة الفاعلة، التي لم تقتصر على الشعارات، بل تجسّدت في تحركات عسكرية، ومبادرات أكاديمية، وحملات إعلامية واسعة. هذا الموقف يؤكد أن القضية الفلسطينية ستظل حيّة في وجدان الشعب اليمني، وأن التضامن العربي الحقيقي يجب أن يكون ملموسًا ومؤثرًا، وليس مجرد بيانات استنكار.

اترك رد