بقلم ا.د عبدالخالق طواف

لا ليس بالضرورة ولكن ليس مناسبا في ذات الوقت ان يتم اسناد كتابة الفصول: الثالث والرابع والخامس لمحلل احصائي طالب الله ما يهمه مصلحة الباحث ولا البحث العلمي ولا ذمة ولا ضمير.
ولهذا أرى أن يتم إلزام الباحث بالحصول على شهادة تثبت التحاقه بدورة في التحليل الاحصائي لا تقل عن خمسين ساعة لكي نتأكد انه ان لم يحلل بنفسه فهو يفهم كل كبيرة وصغيرة وردت في بحثه أو رسالته.
وأرى ان تقوم الوزارة بإلزام كل جامعة بتعيين مستشار إحصائي أو محلل احصائي معتمد رسمي للجامعة يقوم بالتحليل او الإشراف على التحليل والتأكد أن الباحث يفهم التحليل وكل ما كتب في بحثه وخصوصا في الفصول العملية الأخيرة
وأرى أن تقوم لجان المناقشة بتوجيه أسئلة مباشرة للباحثين للتأكد من فهمها واستيعابهم لما كتبوه وأعدوه في رسائلهم والتدقيق في الجانب الاحصائي وفي حال ثبت أن الطالب مجرد حاطب بليل ولا يفهم شيء أن يتم ايقاف منحه للدرجة العلمية أو على الأقل عمل فترة ثلاثة شهور يمنح الباحث فيها الدرجة بعد ايصال شهادة حضوره دورة SPSS من جهة معتمدة
وأخيرا أرى أن يتم تدريس الأساتذة للإحصاء والتحليل الإحصائي، فالأستاذ ليس وظيفته تدقيق الدراسة املائيا والملاحظات الطفيفة وتصيد الأخطاء البسيطة وإهانة الباحث والاستخفاف به أمام ضيوفه والعالمين مثلما شاف الأساتذة المصريين يصنعون أيام الدراسة، وأن يركز على الجوهر وهو كثير وخطير وأن يتوقف الأساتذة عن منح تقدير الامتياز إلا في الحالات الاستثنائية.
والمفارقة المضحكة المبكية أن 99% ويمكن أكثر من هذه النسبة لدراسات ماجستير ودكتوراه نوقشت في اليمن منذ 2016 حصل فيها الباحثين على تقدير امتياز وبعضهم مرتبة شرف وتوصية بالطباعة والتبادل وبعضها دراسات ممتازة لكن هذا التقدير تعرض للتقليل من قدره عندما تم منحه للجميع.
وهذا أمر غير طبيعي وأصبح الباحث الذي منح تقدير جيد جدا يشعر أنه فاشل
البحث العلمي يحتاج اهتمام أكبر وتشدد أكبر وعندما نرفع المعايير سيتعين على الباحثين أن يرتقوا بمستوياتهم بسرعة ولن يضرهم ويضرنا جميعا إلا سلق الأبحاث وتقليل أهمية البحث.