كتابات : جامعة البيضاء وأ. د. أحمد العرامي: صمود علمي ورؤية تنموية في مواجهة التحديات بقلم م.منصور الصلويالمدير التنفيذي لمنصة يمن أكاديميك في قلب اليمن، وفي محافظة البيضاء تحديداً، يلوح صرحٌ علميٌّ تتجاوز جذوره ضغوط الزمن وظروف الحرب والحصار: إنها جامعة البيضاء، التي يقودها رئيسها الأستاذ الدكتور أحمد أحمد صالح العرامي، الرجل الذي جعل من العزيمة والالتزام عنواناً لمسيرة تعليمية وبحثية تعانق المستقبل. منذ تأسيسها بالقرار الجمهوري رقم (119) لعام 2008، وافتتاحها رسمياً نهاية عام 2010م، بدأت جامعة البيضاء بخطى ثابتة نحو بناء مؤسّسة تعليم عالٍ تجمع بين الجودة العلمية والانفتاح المعرفي، وتقديم الإسهام الأكاديمي الحقيقي لخدمة المجتمع. قيادة أكاديمية تتحمَّل المسؤولية أ. د. أحمد العرامي، كرئيسٍ للجامعة، لم يتوانَ في مواجهة الصعوبات التي فرضتها الأزمة على اليمن. ففي ظل الحرب والحصار، حيث انعدمت الكثير من الموارد وتقلّصت فرص الدعم، ظلَّ صامداً، يقود جامعة البيضاء نحو مواصلة البناء الأكاديمي، وتحقيق البرامج التعليمية الجديدة، وتطوير سياسات البحث العلمي، وتفعيل الدراسات العليا، وكذلك تعزيز البنية التحتية الأكاديمية والإدارية. من إنجازاته الملموسة: إنشاء عدد من الكليات والتخصصات النوعية، مثل كلية الطب والعلوم الصحية، وكليات الزراعة، كذلك إطلاق برامج ماجستير في تخصصات متعددة، إضافة إلى معاهد التعليم المستمر. كما لم تغفل جامعة البيضاء، تحت قيادة العرامي وفريقه، عن أهمية البحث العلمي؛ فقد نشرت المجلة العلمية للجامعة أكثر من 200 بحث ودراسة محكمة خلال السنوات الأخيرة، في مجالات متنوعة كالعلوم الطبيعية، والإدارية، والإنسانية والتربوية، وهي إشارةٌ واضحةٌ إلى مستوى التفاعل والتفاعل العلمي الداخلي والخارجي. المؤتمرات العلمية: منبر للحوار، منارة للتفاؤل من أهم ملامح هذه الإدارة هو الإصرار على عقد المؤتمرات العلمية السنوية، رغم كل الظروف التي قد تُعطل العملية التعليمية في أماكن أخرى. فالمؤتمر العلمي الثاني، والثالث، والرابع، والخامس، وحتى السادس، كلها نماذج بارزة تؤكِّد أن جامعة البيضاء لا تستسلم. المؤتمرات لم تقتصر على مشاركة محلية، بل امتدت لتشمل جامعات عربية ودولية؛ كما احتوت على أوراقٍ بحثية في حقول متعددة: من العلوم الإنسانية إلى الطبية، من التربوية إلى الإدارية، والشرعية، وغيرها. كما استُخدمت تقنيات التواصل عن بُعد في بعض الأحيان، ما يدلُّ على مرونة الجامعة وحرصها على الابتكار. وفي أحدث المؤتمرات، المؤتمر العلمي السادس الذي عُقد في بداية أكتوبر 2025 تحت عنوان “البيئة في القرن الحادي والعشرين – الواقع والتحديات، الحلول”، استضافت جامعة البيضاء ما يقرب من 90 مؤسسة علمية وبحثية من 17 دولة، وقدم فيه 140 بحثاً ودراسةً علمية. هذا الإنجاز، في مثل هذه الظروف، ليس سوى شاهدٍ على أن التعليم العالي لا يمكن أن يُكبّل. بين التحديات والآمال: رؤية طموحة لا تنكسر إن العوامل الصعبة التي تمر بها اليمن – من تهديدات أمنية، وانقطاع في الخدمات الأساسية، وضغط اقتصادي – كل ذلك يكاد أن يجعل نشاط الجامعات أمرًا صعب التحقيق. لكن جامعة البيضاء بقيادة الدكتور العرامي استطاعت أن تبثّ روح الأمل وأن تحوّل العقبة إلى دافع للتفوق:من خلال الحفاظ على انتظام الدوام الأكاديمي، وتخريج دفعات، رغم الأزمات. من خلال شراكات محلية رسمية، كالاتفاقيات مع مستشفيات لتدريب طلاب كلية الطب، وتفعيل دور الجامعة في خدمة المجتمع المحلي. من خلال دعم الدولة ومؤسسات التعليم العالي ومنظمات المجتمع العلمي، وتفعيل الأمانة العلمية وتحكيم الأبحاث، وضمان الجودة الأكاديمية. خاتمة: نحو آفاق أرحب إذا كان التعليم العالي مرآة المجتمعات، فإن جامعة البيضاء اليوم، تحت قيادة أ. د. أحمد العرامي، ترسم فيها صورة وطنٍ لا يستسلم، ترسم فيها صورة الشباب الباحث والعالم الذي لا يتوقف عن الطموح رغم الصعوبة. تدعو الجامعة، من خلال نشاطاتها العلمية، إلى أن يكون التعليم والإبداع نبراسًا للتقدم، وأن تُترجم الرؤى إلى سياسات، والسياسات إلى واقع ملموس.ورغم كل ما تم ذكره فقد غفلت عن الكثير ولكن يكفي ان اشير الى ان الجامعة استطاعت ان تضع بصمتها بقوة بين الجامعات اليمنية. ولكي تستمر هذه المسيرة، لا بد من مزيد من الدعم المجتمعي والرسمي، وتوفير البنية التحتية، والتمويل الكافي، والاعتراف الدولي الواسع بجهود الجامعة ومخرجاتها العلمية. فربّما لا يكون اليمن في أسهل أيامه، لكن جامعة البيضاء، بظل الدكتور العرامي، تقدم نموذجًا حياً على أن الإرادة العلمية لا تُقوضها الأزمات، بل تُنبثق منها فرَص الصمود والازدهار. شارك هذا الموضوع: منصة يمن أكاديميك انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn النقر للمشاركة على Mastodon (فتح في نافذة جديدة) Mastodon اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة معجب بهذه:إعجاب تحميل... مرتبط نُشر بواسطة alrofeed المدير التنفيذي لمنصة يمن أكاديميك عرض كل المقالات حسبalrofeed