جامعة صنعاء : كلية الطب تحتضن المؤتمر العلمي الثامن للقلب بمشاركة دولية واسعة

الثلاثاء 16 ديسمبر 2025م الموافق 26 جمادى الآخرة 1447هـ

احتضنت كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة صنعاء المؤتمر العلمي الثامن للقلب العسكري، بمشاركة علمية واسعة وحضور رسمي رفيع، ضم عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، والقائم بأعمال رئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح، ووزير الصحة العامة والسكان الأستاذ الدكتور علي عبدالكريم شيبان، ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس محمد المهدي، ومساعد وزير الدفاع للموارد البشرية اللواء الركن علي الكحلاني، ورئيس جامعة صنعاء الأستاذ الدكتور محمد البخيتي.
وشهد المؤتمر مشاركة علمية فاعلة من باحثين وأطباء من داخل اليمن وخارجه، من خلال أكثر من (97) ورقة علمية وبحثية، تناولت أحدث المستجدات والتحديات في مجال أمراض وجراحة القلب والتدخلات القسطارية.
وفي كلمته بالمناسبة ، أشاد الدكتور عبدالعزيز بن حبتور بالجهود العلمية والتنظيمية للمؤتمر، مثمناً دور الأطباء والباحثين في مواصلة العطاء العلمي والإنساني رغم ظروف العدوان والحصار، ومؤكداً أن القطاع الطبي يُعد من أكثر القطاعات صموداً وإسهاماً في خدمة المجتمع.
وأكد بن حبتور أن الأطباء في اليمن جسّدوا نموذجاً متميزاً للصمود العلمي والإنساني طيلة سنوات الحصار، مضيفاً «إن الطب ليس مجرد مهنة عابرة، بل هو أرقى التخصصات الإنسانية، وقد استطاع هذا القطاع أن يسد ثغرة كبيرة في زمن العدوان، مما يجعلنا ننظر إليكم كملائكة رحمة يُسلِّم الناس أرواحهم بين أيديكم بثقة واطمئنان». كما أثنى على التحول النوعي للمستشفى العسكري من الدور الخدمي إلى البحث العلمي المتطور.
من جانبه، أكد القائم بأعمال رئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح أهمية أن تركز مخرجات المؤتمر على معالجة التحديات الواقعية، وفي مقدمتها ارتفاع تكاليف العمليات القلبية والأخطاء التشخيصية، مشدداً على ضرورة تحويل توصيات المؤتمر إلى برامج عمل عملية تسهم في تحسين مستوى الخدمات الصحية، لا سيما للفئات الأشد احتياجاً.
وأشار العلامة مفتاح إلى أن الدولة تضع ملف الصحة على رأس أولوياتها، قائلاً «إن أكبر فاتورة تدفعها الدولة والمجتمع هي فاتورة الجانب الصحي، ويجب أن تتضافر الجهود لضبط تكاليف القسطرة والعمليات والأدوية، بما يضمن خدمة تليق بالشعب اليمني الصابر».
ودعا القطاع الخاص والمستوردين إلى البدء الجاد في توطين الصناعات والمستلزمات الطبية، مؤكداً أن العقول اليمنية التي حققت الاكتفاء في الجانب العسكري قادرة على تحقيق إنجاز مماثل في الجانب الطبي، وموجهاً وزارة الصحة بضرورة تشديد الرقابة على الأسعار وأخلاقيات المهنة.
بدوره، أوضح وزير الصحة العامة والسكان الدكتور علي عبدالكريم شيبان أن الوزارة تعمل على إعداد لائحة موحدة لأسعار دعامات القلب، وتبنّي سياسة الشراء المركزي لتخفيض التكاليف، مشيراً إلى أن القطاع الحكومي يُجري سنوياً أكثر من (12) ألف تدخل قسطري، وأن اليمن تمتلك كوادر طبية مؤهلة قادرة على تقديم خدمات قلبية متقدمة دون الحاجة للعلاج في الخارج.
من جهته، رحّب رئيس جامعة صنعاء الأستاذ الدكتور محمد البخيتي بانعقاد المؤتمر في رحاب الجامعة، مشيداً بدور كلية الطب والعلوم الصحية في تخريج النسبة الأكبر من الكوادر الطبية العاملة في مجال أمراض القلب، وداعياً إلى تعزيز العمل بروح الفريق الواحد، ومراجعة أسعار الخدمات القلبية بما يتناسب مع الظروف المعيشية للمواطنين.
وأثنى الدكتور البخيتي على الانضباط العلمي للمستشفى العسكري في تنظيم هذا المؤتمر بانتظام للمرة الثامنة، داعياً بقية المستشفيات إلى الحذو حذوه. وخص بالذكر مركز القلب بمستشفى الكويت الجامعي، واصفاً إياه بـ«المركز الفتي» الذي استطاع خلال مدة وجيزة (عام ونصف) تحقيق قفزات نوعية في مستوى الخدمات والإحصائيات، معلناً عن التحضير لعقد مؤتمره الأول للقلب خلال الأشهر القليلة المقبلة.
فيما أكد رئيس المؤتمر الأستاذ الدكتور طه الميموني أهمية المؤتمر في تعزيز البحث العلمي وتبادل الخبرات في مجال أمراض القلب، وأوضح رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور نورالدين الجابر أن المؤتمر نُظم وفق برنامج علمي متكامل شمل جلسات بحثية وورش عمل متخصصة بمشاركة خبراء من مختلف دول العالم.
بدوره، أشار أمين عام المؤتمر مدير مركز القلب الدكتور علي الشامي إلى أن مخرجات المؤتمر ستسهم في تطوير خدمات القلب وتعزيز الشراكة بين المؤسسات الأكاديمية والمراكز الطبية.
ويتضمن المؤتمر ثماني ورش عمل ومحاضرات علمية متخصصة، حيث نوقشت في اليوم الأول ثلاث جلسات بحثية بمشاركة عدد من الأطباء والاستشاريين من مختلف دول العالم، ناقشت أحدث المستجدات العلمية والتقنية في مجال أمراض وجراحة القلب والتدخلات القسطارية.
كما جرى خلال المؤتمر تكريم خريجي زمالة القلب اليمنية، والدفعة الأولى من برنامج «الإرواء القلبي»، تقديراً لجهودهم في تعزيز الكوادر الطبية الوطنية.
وحضر حفل الافتتاح رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة علي العماد، ومدير المستشفى العسكري الدكتور عباس نجم الدين، وعدد من مديري المستشفيات والمراكز الطبية، وقيادات وزارة الصحة، والمجلس الطبي الأعلى، والمجلس اليمني للاختصاصات الطبية، وجامعة صنعاء، والجهات ذات العلاقة.