شخصية الأسبوع : أ. أحمد جابر عفيف.. رائد التعليم الجامعي في اليمن ومؤسس جامعة صنعاء نشأته يعتبر علم من أعلام اليمن الجمهوري وُلد الأستاذ أحمد بن جابر بن محمد عفيف عام 1928م في مدينة بيت الفقيه بمحافظة الحديدة. بدأ تعليمه الابتدائي في مسقط رأسه، ثم انتقل إلى مدينة الحديدة، وكان من بين خمسةٍ وثلاثين طالبًا من المحافظة تم اختيارهم للالتحاق بالدراسة في صنعاء سنة 1940م. هناك حصل على الشهادة الثانوية، وتتلمذ على يد نخبة من العلماء والأعلام، منهم: محيي الدين العنسي، أحمد بن حسن الحورش، أحمد البراق، علي العنسي، عبدالله كباس، إبراهيم خليل، عبدالنافع الجندي، زيد عنان، علي الآنسي وغيرهم. من مؤلفاته البارزة: حيث أصدرت عشرات المؤلفات، أبرزها الموسوعة اليمنية. 1. الحركة الوطنية في اليمن – دار الفكر، دمشق 1982م. 2. البيضاني يرد على البيضاني – 1984م. 3. شاهد على اليمن: أشياء من الذاكرة – 2000م. إلى جانب مؤلفاته، كتب مقالات عديدة في موضوعات مختلفة، كان أبرزها ما تناول فيه قضية مكافحة القات. أعماله ومبادراته عمل عفيف في مجالات متعددة ارتبطت بالثقافة والإعلام والتعليم. وكان من أوائل من أدركوا أن بناء الإنسان هو الطريق الأقصر لبناء الوطن. أسّس مؤسسة عفيف الثقافية التي تحولت إلى منارة للفكر والإبداع وداعماً رئيسياً للنشاط الثقافي والمعرفي في اليمن، حيث نظمت المؤسسة ندوات وفعاليات ووفرت مصادر للطلاب والباحثين. كما ساهم في دعم الصحافة والتعليم الأهلي، وشجع على تأسيس المكتبات والأنشطة الثقافية المختلفة. تولى خلال مسيرته العملية عددًا من المناصب المهمة؛ حيث عُيّن مديرًا لمدرسة المراوعة، ثم مديرًا لمدارس الحديدة (1949 – 1955م)، وبعدها مديرًا لمستشفى صنعاء عام 1959م، ثم مديرًا عامًا لوزارة الصحة سنة 1961م. وبعد قيام ثورة سبتمبر 1962م تقلّد العديد من المناصب القيادية؛ منها: نائب وزير الصحة، سفير اليمن في لبنان وسفير غير مقيم في سوريا، رئيس شركة المحروقات اليمنية، وزير التربية والتعليم، عضو مجلس الشعب، رئيس بنك الإسكان، رئيس بنك التضامن الإسلامي، وعضو المجلس الاستشاري. كما أسس الجمعية الوطنية لمواجهة أضرار القات، وكان لها دور بارز في التوعية بخطر هذه الآفة. وإلى جانب ذلك أنشأ مؤسسة العفيف الثقافية، كصرح علمي وثقافي يهدف إلى نشر المعرفة وتشجيع الإبداع. وقد أوقَف منزله ومحتوياته لصالح المؤسسة وقفًا عامًا، لتواصل رسالتها التنويرية حتى اليوم، شارك عفيف في العديد من المؤتمرات العربية والدولية، وساهم في أعمال لجان إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، كما لعب دورًا في محاولات حل الأزمة السياسية بين الحزبين الحاكمين بعد الوحدة. تأسيس جامعة صنعاء يُسجَّل لأحمد جابر عفيف أنه من الآباء المؤسسين للتعليم الجامعي الحديث في اليمن، فقد كان له الدور الأبرز في تأسيس جامعة صنعاء عام 1970م كأول جامعة حكومية حديثة في شمال اليمن. وقد جاءت الجامعة استجابة لحاجة ملحة لتأهيل الكوادر الوطنية وإيجاد مؤسسة أكاديمية قادرة على تخريج الأطباء والمهندسين والمعلمين والمتخصصين في مختلف المجالات.لم يكن التأسيس مجرد بناء حجر، بل كان رؤية متكاملة لنظام تعليمي متطور يضع البحث العلمي في قلب العملية الأكاديمية، ويسعى إلى إحداث نقلة نوعية في المجتمع اليمني. إرثه التعليمي والفكري ترك أحمد جابر عفيف إرثاً تعليمياً وثقافياً كبيراً، فهو لم يكن مجرد إداري أو مؤسس، بل كان صاحب مشروع وطني متكامل هدفه ترسيخ التعليم الجامعي الحديث في اليمن. وقد ظل اسمه مرتبطاً بالريادة والإخلاص في خدمة العلم، حيث اعتُبر مثالاً للمثقف الملتزم الذي حمل هموم وطنه ووضع التعليم على رأس أولوياته.اليوم، وبعد عقود من تأسيس جامعة صنعاء، ما يزال أثره حاضراً في كل جيل من خريجيها، وما تزال مبادراته الثقافية شاهداً على إيمانه العميق بأن العلم هو السبيل الأوحد لنهضة اليمن وتقدمه. — توفي الأستاذ أحمد جابر عفيف في فبراير 2010م، بعد مسيرة حافلة بالعطاء، ليظل واحدًا من أعلام اليمن الجمهوري ورمزًا من رموز التنوير والتعليم والثقافة. شارك هذا الموضوع: منصة يمن أكاديميك انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة) البريد الإلكتروني اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn النقر للمشاركة على Mastodon (فتح في نافذة جديدة) Mastodon اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة معجب بهذه:إعجاب تحميل... مرتبط نُشر بواسطة alrofeed المدير التنفيذي لمنصة يمن أكاديميك عرض كل المقالات حسبalrofeed